روما ثلاث أساطير من الزمن الحديث


"لقد نهض روما من تحت الأنقاض، مانولاس، الأسطورة اليونانية في روما، يكشف ما لم يكن ممكناً تصوره أمام أعيننا، لم يكن من المفترض أن يحدث هذا، روما جعله يحدث".


تلك الكلمات كانت للمعلق الكروي الشهير بيتر دروري الذي وصف بها هدف التأهل الثالث لروما في مرمى برشلونة، أمسية العاشر من نيسان/ أبريل 2018.


كان الجيلاروسي على وشك الإقصاء "المتوقع" من أمجد الكؤوس بسبب خسارته 4-1 ذهاب ربع نهائي البطولة في كامب نو.


حتى المنجمين في العصور الرومانية لم يكن بإمكانهم توقع فوز روما على برشلونة بهذا الشكل، لو رُويت هذه القصة بعد مئة عام ربما شكك أحفادنا أنها أسطورة تحتمل بعض المبالغة.


لكنها كانت لحظات حقيقية عاشتها الجماهير التي بكت فرحاً على المدرجات في الأولمبيكو، الكل يفرك عينيه غير مصدق ما يرى، بما فيهم جماهير برشلونة وكل من يتابع بشكل محايد.


ذلك الفوز المذهل، أحيا الشخصية الأسطورية الموجودة في روما، ربما أكثر مما لو توجوا بدوري أبطال أوروبا بطريقة كلاسيكة، مثلاً بالفوز 1-0 أو 2-1 أو بركلات الترجيح، بعد مسيرة واقعية مثلما حدث مع اليونان في يورو 2004. لكن في روما لا يحبون القصص العادية، يحبون الأسطورة.


لم يكن مانولاس هو الأسطورة، بل هدفه والفوز المذهل على ميسي ورفاقه.

الصبي الذهبي القدم

ولطالما لعب العظماء في الأولمبيكو...زواراً أو أصحاب الدار، ولطالما شكّل الديربي مع الجيران الأعداء لاتسيو المعركة الأكثر ضراوة في حياة الرومانيستي، خصوصاً إذا ما كان قائد الذئاب صبي ذهبي العقل اسمه فرانشيسكو توتي، في الصف الأول.



 توتي كان القبطان والقائد والملهم والفذ، قيل تقريباً كل شيء في حب توتي، حتى أن جماهير الذئاب حين تناديه تقول "ابننا" كمفردة تختصر كل الحب، والشعور متبادل أيضاً بين اللاعب وأنصار النادي فتوتي حين قرر الاعتزال كتب لجماهير فريقه:


"أود أن أقول شكراً من القلب لأنصارنا الرائعين. من أجل الدافع الذي أعطوننا إياه، من أجل شغفهم وحبهم غير المشروط ".


ليلة وداع توتي: دراما...عواطف والكثير من الدموع


يعتبر توتي بدون منازع أعظم لاعب يرتدي قميص روما في كل العصور، فهو الشاب الذي أوكلت إليه مهمة القيادة بعمر الـ22، وهو الحبيب الذي أوفى لناديه ربع قرن من الزمن دون أن يفكر، ولو مجرد تفكير بنادٍ آخر، لم يفعل مثله ربما سوى باولو مالديني.

حفلة وداع توتي في 28-5-2017 كانت مليئة بالعواطف والدموع، فالرجل الذي لطالما جاءت الجماهير لتطرب من أقدامه هاهو يصل إلى عشائه الأخير في العاصمة الأغلى على قلبه.


دي روسي... عودة الابن الضال


بعد توتي، أُعطي دانييلي دي روسي صاحب الوجه الملحمي، تاج مملكة الرومانيستي، جوهرة حملت كاريزما الأساطير في روما منذ ظهوره الأول مطلع الألفية. 


ناب دي روسي عن أسطورة النادي توتي في إرتداء شارة الكابتن بعد اعتزال الأخير عام 2017، علماً بأن توتي هو اللاعب الوحيد الذي يتفوق عليه من حيث عدد المباريات بقميص "جالوروسي".


سار دي روسي على خطى معلمه توتي في الوفاء لناد واحد، متمماً 18 موسماً متتالياً مع الذئاب، حتى الصيف الماضي، حين قرر الالتحاق بنادي بوكا جونيورز الأرجنتيني في انتقال غريب لم يفهمه العديد من عشاق كرة القدم حول العالم.


لم يمض أكثر من 6 أشهر حتى عاد الرجل الثلاثيني إلى حيث لا يتقن فن العيش روما العاصمة لا إلى الأولمبيكو، لأنه قد قرر اعتزال كرة القدم نهائياً، والسبب لا يمكن أن يناقشه به أحد، العائلة.


دي روسي يخرج من بوكا جونيورز ويعتزل كرة القدم


وعاد دي روسي الى نادي العاصمة لتولي مهمة الاشراف على فريق الشباب بحسب ما ذكر موقع "فوتبول إيطاليا".


ربما كثيرون منا تابعوا روما من أجل توتي، ولكن النادي بالنسبة لأنصاره قصة حب يومية، أسطورة ماضيهم وتاريخ مستقبلهم، إذا لم يجدوا لاعباً يحمل هذا الدم الرومانستي فإنهم يخترعون قصة أسطورية مثل هدف مانولاس....


اترك تعليقا